coins4iraq مدير المنتدى
عدد المساهمات : 209 نقاط : 541 تاريخ التسجيل : 23/01/2010
| موضوع: تشويش علي الدباغ / قاسم عطا / العراق الخميس 2 يونيو 2011 - 20:16 | |
| " تشويش علي الدباغ / قاسم عطا بتاريخ : الأربعاء 01-06-2011 08:39 صباحا
نظرا لوجود تشويش على القمر "الدباغ سات" يرجى التحول إلى "عطا سات": هذا ما نصحت به الحكومة لنقل وقائع ما جرى لأربعة شباب اعتقلوا في تظاهرات الجمعة الماضية في ساحة التحرير. بالأمس لفت نظري صمت الناطق الرسمي لقيادة عمليات بغداد وهو الذي عودنا على ظهوره المستمر، بمناسبة وبدون مناسبة، وتساءلت، لماذا لم يهلّ علينا ليخبرنا عن مصير هؤلاء الشباب، وللمفارقة ظهر البث الحي للسيد الناطق أمس
وبدون أي تشويش على الإطلاق، ليروي لنا الحكاية التي ظلت غامضة طوال هذه المدة فالشباب الأربعة الذين صدعوا رؤوسنا بالحديث عن النزاهة والفساد ومحاسبة المزورين اتضح أنهم يقودون عصابة خطيرة للتزوير وهم مسؤولون عن تزوير عدد كبير من الشهادات التي يحملها بعض المسؤولين، كل هذا عرفناه من خلال "عطا سات" الذي قال وبالحرف الواحد: "إن قواتنا اعتقلت الجمعة الماضية أربعة أشخاص في منطقة البتاوين، يحمل كل واحد منهم أكثر من بطاقة مزورة". ونفى عطا أن يكون إيقافهم على خلفية مشاركتهم في التظاهرات". حديث السيد الناطق يثبت أن التشويش ليس في عقول الناس وإنما في عقول السادة الناطقين الذين يتصورون أنهم ينقلون كلاما يأخذه الناس على محمل الجد، وربما كان التشويش أوضح في عقول وأفئدة من يتوهمون أن مصير هذا البلد معلق على ما يدور في المؤتمرات الصحفية التي تعقدها شلة "الناطقين". وأحسب أن ما قاله الناطق باسم عمليات بغداد لا يختلف في شيء ممّا يقوله أشقاؤه من الناطقين، فهي مجرد جمل مزوقة ومرتبة تضاف إلى أرشيف كوميديا الحكومة. ذلك أن فقرات العرض الذي يقدمه السيد قاسم عطا باتت محفوظة، ابتسامة خفيفة من السيد اللواء موجهة لجمهوره من العراقيين، يعقبها كلام كبير جدا عن ضرورة الوقوف بوجه المتظاهرين الذين يشكلون خطرا على الأمن الوطني، ومطالبة الناس بالاصطفاف وراء الحكومة في هذه المرحلة الخطيرة من مسيرة الوطن، ثم محاضرة في المهنية تُستخدم فيها كميات هائلة من المفردات المنتقاة بعناية، واحسب أن السبق الإعلامي الذي انفرد به قاسم عطا أمس كشف لنا حقائق كثيرة لا تمت بصلة إلى دولة القانون والديمقراطية التي صدعت رؤوسنا بها الحكومة وناطقوها. وبعيدا عن كوميديا التزوير التي أتحفنا بها اللواء الناطق فإن حديث الأمس كشف شيئا في غاية الغرابة، وهو أن حكومتنا تنفرد بأشياء يستحيل وجودها في أي مكان آخر، والمضحك في الأمر أن حديث قاسم عطا ليس خبرا بسيطا وعاديا يمكن تجاهله ونسيانه وكأنه لم يحدث، لكنه يتعلق بأربعة من الشباب يتعرضون إلى قمع وابتزاز وتشويه. قبل فترة جمعني وزملاء، لقاء باللواء قاسم عطا الذي تحدث عن المهنية والأمانة في نقل الخبر وأتذكر حديثه جيدا وأتخيله اليوم وهو يرمي المهنية بأقرب سلة نفايات ليحاول إقناع الناس بقصة مفبركة لا يصدقها عقل طفل، وأتخيل لو أن قاسم عطا يعمل ناطقا للبيت الأبيض أو للحكومة البريطانية، تخيلوا ذلك معي لو خرج بقصته المفبركة هذه في إحدى دول العالم المتحضرة، لقامت الدنيا ولم تقعد، لكنه يحدث في العراق، وكأن شيئا لم يكن، لأنه للأسف، هناك مسؤولون كثيرون شعارهم الرئيسي ليس إرضاء المواطن بل إرضاء من بيده الأمر والنهي، والمهم بيده الدفع وبالدولار. جميع المسؤولين يتغنون بدولة القانون، لكنهم أول من يجهض مبادئ وقيم هذا القانون. كنت أتمنى أن يجيبني السيد قاسم عطا عن الطريقة التي اكتشف فيها أن هؤلاء الشباب يحملون بطاقات مزورة، عسى أن نستفيد من طريقته هذه في الكشف عن المزورين الذين يعششون في أروقة الحكومة ومؤسساتها، وفي قيادة عمليات بغداد أيضا، كنت أتمنى أن يكون السيد قاسم عطا واضحا وصريحا ويخبرنا بالسبب الحقيقي لاعتقال شباب جامعيين في الوقت الذي تغض فيه قواته الطرف عن المليشيات وعصابات الجريمة المنظمة التي يحمل أفرادها هويات أمنية يقال أنها مزورة. كنت ساذجا وواهما حينما اعتقدت أن مثل هذه الأمور الغريبة لا تقع في حكومة تنتمي إلى تيار اسمه "دولة القانون"، لكن عندما يصر أصحاب القانون على اللعب به وتحريفه عن عمد فإن الأمر يدعو إلى الأسى ويقدم صورة بائسة وقاتمة لمستقبل العراق والعراقيين . | |
|